عكست تنبؤات العام الجديد حالة من الإحباط والخوف بدت في توقعات المنجمين الذي حاول بعضهم سوق حالة التفاؤل إلي أقصاها في توقعاتهم للعام الجديد، فيما طرح البعض الآخر تنبؤات هي آخر ما قد تتمناه البشرية في عامها الجديد. وإن لم تثبت هذه النبوءات صدقها فعلي الأقل ستحظي في عالمنا العربي بقدر من التقدير لا بأس به خاصة أنها عبرت عن آمال قاعدة ليست بالقليلة في أوساط الشعوب التي تعاني القهر والهزيمة والفقر.
ولم تختلف نبوءات المنجمين العرب أو الأجانب كثيرا في جوهرها هذا العام، حيث أنها تدفع تجاه الجانب المشرق سواء كان زوال غمة أو انفراج كرب رغم أن بعضها ينبئ بأحداث كتبها القدر و«كشف عنها الطالع». وجاءت نبوءات العام الجديد معبرة عن أوجاع العالم بصدق حتي وإن لم تصدق، وكان أبرزها بالنسبة لنا كمصريين فوز الفريق الأول لكرة القدم بكأس الأمم الأفريقية، بعد الخروج من تصفيات كأس العالم لكرة القدم لصالح الفريق الجزائري، وانتصار المناضلين لنيل حقوقهم.
لكن اختلافا حقيقيا برز في تنبؤات الجانبين للعام الجديد فيما يتعلق بحياة الناس اليومية وظروفها الاقتصادية، فتوقعات المنجمين الغربيين لهذا العام لم تغفل الأزمة المالية العالمية التي ضربت بشدة معدلات النمو الاقتصادي في معظم البلدان، لتبشرهم في العام الجديد بنهاية الأزمة وانفراج الكرب، وصعود مؤشرات البورصات وعودة الحياة إلي الأسواق.
علي الجانب الآخر جاءت توقعات المتنبئين العرب بعيدة كل البعد عن حياة رجل الشارع البسيط فلم تخبره بما سيجد علي رغيف الخبز أو الاقتصاد أو سوق الأسهم. فرمي معظم المنجمين العرب بسهامهم تجاه وفاة زعيم أو انتهاء مملكة أو انهيار إسرائيل التي كان ولاتزال نبوءة كل عام في الشارع العربي.
وتوقع المنجم الأمريكي بنيامين رادفورد، في قراءته لطالع العام الجديد بمجلة «اليبي» الأسبوعية الصادرة بولاية نيومكسيكو، أن تتلطخ سمعة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب تصريحات جنسية أو عنصرية لأحد المسئولين البارزين في إدارته لكن هذا المسئول سيستمر في الإدارة الأمريكية. وأضاف أن البورصة الأمريكية ستشهد تحسنا بنهاية العام الجديد كما أن سوق العقارات ستشهد تعافيًا بنهاية مارس المقبل.
وفي العراق توقع رادفورد تقليص عدد الجنود الأمريكيين هناك لكن لن يتم سحبهم تماما، لكن أفغانستان وباكستان ستكونان مصدر قلق أمني لبغداد. وقال إن أحد قادة العالم الحاصلين علي جائزة نوبل سيموت. وتابع أن مجاعة ستحدث في إريتريا أو بالقرب منها وستطلق الدعوات عالميا لطلب مساعدات الغذاء لإنقاذ هذه الشعوب.
وفي الفترة من أغسطس حتي نوفمبر سيحدث صراع كبير بين قوي العالم. كما أن سلسلة من الهجمات الانتحارية ستضرب ألمانيا واليابان وأمريكا ستخلف عشرات القتلي وربما يحدث هذا في نهاية الصيف. كما أن مدينة رئيسية في الهند أو إندونيسيا ستشهد سلسلة من الهجمات التفجيرية.
ولعل النبوءات بصراع القوي الكبري تشير إلي نبوءة عرافة بلغارية شهيرة توقعت قبل وفاتها عام 1996 بقيام الحرب العالمية الثالثة. حيث أكدت العرافة فانجا «فانجيليا جوشتيروفا ديميتروفا» أن الحرب العالمية الثالثة سوف تنشب نتيجة لمحاولات اغتيال أربعة رؤساء حكومات وبعد صراع في هندوستان.
وأضافت فانجا أن رؤساء دول أوكرانيا وأستونيا وليتوانيا ووزارة خارجية بولندا لدي جورجيا سيكونون محور الصراع لمشاهدة الموقف بأعينهم. وتوقعت فانجا وقوع تلك الحرب عام 2010 . وذكرت صحيفة برافدا الروسية أن صيت فانجا بدأ في الانتشار كعرافة بعد أن تزوجت ، وقضت معظم حياتها في منطقة كوزوه الجبلية ببلغاريا. كما نجحت في إقناع أتباعها بأنها تمتلك قدرات خارقة.
وقال المنجم الهولندي الشهير هانز ديكوز، في قراءته للطالع بموقع «تارو» الأمريكي، أن العام الجديد هو العام العالمي الثالث في العقد 2008-2017 أو الدورة الثالثة، وقال إن الرقم 1 يمثل معضلة هذا العام، مشيرا إلي أن هذا الرقم يمثل قيادة الحكم ولم يحدد مكانا بعينه ستحدث فيه مشاكل علي الحكم. لكنه قال إن هذا يشير إلي تغييرات كبيرة في تلك الدولة علي مستوي الشخص الذي يحكمها، بالإضافة إلي زيادة الصراع بين القوي الكبري. وأضاف ديكوز أن الاتحاد الأوروبي والصين سيشهدان صعودا سياسيا واقتصاديا لكن الدور المركزي للولايات المتحدة سيتآكل في العالم كما أن هناك إشارات علي أن الدول النامية ستدخل في صراع مع جيرانها وربما يشهد العام الجديد حروبا.
اقتصاديا توقع الفلكي الهندي ديليب كومار، في لقاء مع صحيفة «ذا ستار» الإلكترونية في ماليزيا، أن يشهد الشهر الأول للعام الجديد نهاية آثار الأزمة المالية العالمية بفضل التطوير في القطاعات الاقتصادية علي مستوي العالم. لكنه توقع أحداثا غير تقليدية وانتعاش القطاع التكنولوجي وتحقيق انجاز في علاج فيروس مرض الإيدز.
علي الجانب السلبي، قال كومار إن البلدان التي تكون عرضة لأعمال العنف والخلافات العرقية ينبغي أن تتخذ مزيدا من الإجراءات الاحترازية حيث من المتوقع أن تتفاقم المشاكل وتزداد وتتسارع في تلك البلدان. وأضاف كومار أن الدول ذات الحدود المشتركة قد تفقد الثقة في بعضها البعض وتتطور الشكوك بشأن المسائل المتصلة بالأسلحة النووية والقضايا الأمنية. وقال إن البلدان المعرضة للثورات البركانية مثل إندونيسيا والفلبين ينبغي أن تكون حذرة، حيث إنه من المتوقع حدوث كوارث طبيعية بينها اندلاع الحرائق.
ولعل أبرز ما جاء علي لسان كومار، فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، قوله إن المنظمات وسائل الإعلام يجب أن تكون حذرة فيما تكتبه وتنشره لأن بعض الصحف من المتوقع أن يتم حظرها خلال هذا العام، كما أن صحفيي التحقيقات سيمرون بأوقات صعبة.
عراف هندي آخر يدعي ماستر ياواراج ساوما قال ـ في حديث مع الصحيفة ذاتها ـ إن علي قادة العالم في العام الجديد أن يكونوا أكثر حرصا خاصة أنهم قد يتعرضون لمحاولات تضليل وفساد قد تؤدي إلي سقوط حكوماتهم. وتوقع أن يشهد العام الجديد فرصة أكبر لتحقيق السلام. وتحسن أداء المؤسسات المالية في حل المعضلات الاقتصادية. وأضاف ساوما أن الشعوب ستميل أكثر إلي أداء الصلوات وزيارة أماكن العبادة.
ففي مصر توقع الفلكي سيد محمد علي المعروف بـ «فلكي الصعيد» أن يبدأ العد التنازلي لنهاية إسرائيل في العام الجديد خلال 10 سنوات بداية من عام 2010، مذكرا أن عمر إسرائيل هو 70 عاماً مضي منها 60 عاما وأنها ستزول خلال السنوات العشر القادمة. كما توقع الفلكي المصري فشل الوساطة التركية بين أطراف الصراع في منطقة الشرق الأوسط ، وأن يكون عام 2010 هو عام التقارب بين سوريا ولبنان.
وتنبأ أن تشهد إسرائيل كوارث ونكبات ومحاولة اغتيال لأحد ساستها الكبار وأن تتواصل الملاحقات القضائية الدولية لقادة إسرائيل الذين تبنوا الحرب علي غزة وأن تفشل جميع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين وتفجر أعمال المقاومة الفلسطينية وتحقيق حركة حماس لنجاحات سياسية كبيرة في حال إجراء انتخابات فلسطينية. بل إن الفلكي المصري محمد فرعون ذهب إلي التنبؤ بتفجيرات داخل إسرائيل وسقوط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيام حكومة جديدة في إسرائيل.
وتوقع سيد علي أن تشهد مصر انتصارًا كبيرًا لمنتخبها القومي لكرة القدم علي المستوي الأفريقي والدولي وإن تشهد البلاد تغييرات واسعة في المناصب العليا وتشكيل حكومة جديدة وأن تثور مخاوف علي حياة أحد القادة الكبار وحدوث تغييرات في مشيخة الأزهر الشريف وظهور قوانين جديدة تزيد من النزاعات بين الحكومة والمعارضة.
وأكد ان عام 2010 سيشهد نجاحاً محققاً للقضاة الداعين لاستقلال القضاء والتوصل لعقار مصري لعلاج إنفلونزا الخنازير وتطوير واسع في مناهج التعليم وأن تشهد مصر اكتشافات أثرية وبترولية، وأن تحدث نجاحات زراعية وصناعية مع ارتفاع دخل الطبقة المتوسطة والمهمشة وأن يشهد صعيد مصر نهضة تنموية كبيرة. وتوقع سيد علي أن يغيب الموت خمسة من رموز الوسط الفني وثلاثة من كبار الكتاب المصريين.
وبالنسبة للسعودية قال إنها ستشهد قلاقل من قبل من أسماهم بـ «الخوارج». مضيفا أن موسم الحج القادم سيشهد اشتباكات دامية وأحداثا مؤسفة، وأن تتغلب حكومة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز علي من أسماهم بـ «مثيري الفتن».
لكن الفلكي المصري محمد فرعون قال إن أزمة البرنامج النووي الإيراني لن تحل سلميا، مؤكدا أن العام الجديد هو عام الحسم بالنسبة لإيران والسلاح النووي وتحسم بالعقوبات أو بالحرب. وتنبأ سيد علي باستمرار حالة عدم الاستقرار في باكستان وأن يتعرض الرئيس الباكستاني لمحاولة اغتيال وأن تستقر الأوضاع في السودان ويتراجع دور فصائل المعارضة المسلحة بدارفور وأن يشهد الجنوب السوداني اكتشافات بترولية ضخمة.وعلي صعيد الدول العربية توقع فرعون أن تعاني قطر مشاكل كبيرة وانقلاباً ضد الأمير الذي سيعاني من مرض لا شفاء منه. وبدء المشاكل والاختلافات بين الأحزاب اللبنانية واغتيال شخصية حزبية تشعل النار من جديد. وأن تعاني السودان من مشاكل من جديد وأعمال عنف كبيرة وهناك تمرد وانقلاب ضد الحكومة والعراق ومشاكل وتفجيرات واستمرار أعمال العنف واغتيال مسئول كبير.وفي لبنان كشف الخبير في علم الأرقام محمد فنيش عن أبرز توقعاته لعام 2010، مؤكدا أن السنة الجديدة ستحمل تغيرات كونية كبيرة وعظيمة.
وفيما يتعلق بالرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن هناك شيئاً خطيراً يحيط به ويبدو أنه سيموت قتلا هذا العام، وهناك مشاكل متتالية في أمريكا في السنوات المقبلة، وتؤدي إلي هزات سياسية كبيرة داخلها.
وفي لبنان قال فنيش أن هناك حرباً إسرائيلية جديدة عليها، مشيرا إلي أن الحكومة اللبنانية ستنتهي قبل نهاية العام بين يونيو ويوليو. وقال إن الرئيس السوري سيشهد سنة عمل مهمّة جدا وستشهد سوريا انتعاشا اقتصاديا واجتماعيا مهما هذا العام.
أما عام 2010 في السعودية، بحسب فنيش سيكون عام التغيّرات الكبري، وأن الملك عبد الله سيكون آخر ملوك السعودية وستشهد المملكة بعد وفاته مشاكل كبيرة جدا، ولن يستمر حكم آل سعود.
وفي تونس توقع الفلكي التونسي حسن الشارني، أن يشهد العام 2010 اضطرابات كبيرة، وزلازل وحرائق كثيرة وتعرض الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لمحاولة اغتيال. ومحاكمة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، والكشف عن وفاة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، إلي جانب ظهور فيروس جديد أخطر من فيروس إنفلونزا الخنازير. وقال الشارني ـ نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين ـ إن «الدلائل الفلكية تشير إلي أن 2010 سيكون عام الاضطرابات السياسية والمناخية والحسم في العديد من الأمور المتعلقة بالقضايا المصيرية، حيث ستظهر شخصيات جديدة، وأخري ستختفي في ظروف غريبة وفجائية قد تصل لحدود مأسوية».وتوقع أن يشهد العام المقبل، تعرض نصرالله لمحاولة اغتيال، وقال: «سيتم الكشف عن محاولة لاغتيال حسن نصر الله تقوم بها عناصر من الموساد، ومجموعة من الخونة والعملاء». وتابع إن «لبنان سيشهد بعض الأعمال الإرهابية اللا مسئولة، واغتيال شخصية سياسية مرموقة، لكن هذه الأحداث الأليمة لن تؤثر في استقراره» .وأضاف أن: «حياة حاكم إحدي الدول العربية المشرقية ستكون خلال العام 2010 في خطر»، فيما ستشهد الساحة الفلسطينية «اغتيال أحد كوادر حركة فتح من الذين لعبوا دورا مشبوها في مجزرة جنين». وبالنسبة إلي الشأن العراقي، توقع اغتيال «شخصية سياسية مهمة سيشعل فتيل الحرب الطائفية«، رغم الإعلان عن حلول جديدة لمعضلة العراق».وقال إن «سنة 2010 ستكون سنة المشاكل بالنسبة إلي الرئيس باراك أوباما الذي ستكون حياته خلال العام المقبل في خطر، كما أنه سيمر بأيام بل أسابيع سوداء». وأشار إلي أنه سيتم خلال العام المقبل الكشف عن وثائق جديدة عن دور أمريكا في حرب العراق، وسياسة التمويه والكذب التي اتبعها بوش، الذي ستتم محاكمته». وأضاف أنه «سيتم خلال العام 2010 الكشف أن بن لادن، لقي مصرعه منذ 2006، وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تفبرك تصريحاته».